الدكتور محمد علي الصابوني، ولد في حلب بسورية سنة (1930م)، وهو من أسرة عريقة بالعلم، فوالده من كبار علماء حلب. وتلقى الشيخ علوم العربية والفرائض وعلوم الدين على يد والده الشيخ جميل، وحفظ القرآن الكريم في الكُتّاب وأكمل حفظه في الثانوية وهو في سن مبكرة، وكان للشيخ دراسة على كبار علماء سورية منذ نعومة أظفاره، وتدرج في مراحل التعليم حتى ابتعثته وزارة الأوقاف السورية إلى الأزهر بالقاهرة على نفقتها للدراسة الجامعية، فحصل على شهادة كلية الشريعة منها بتفوق سنة (1952م)، ثم أتمّ دراسة التخصص فتخرج فيها سنة (1954م) حاصلًا على شهادة العالمية في تخصص القضاء الشرعي، وكانت هذه الشهادة أعلى الشهادات في ذلك العصر، وهي تعادل شهادة الدكتوراه حاليًّا، وقد نالها بتفوق وامتياز، رجع بعد دراسته في مصر إلى بلده سورية فعيّن أستاذًا لمادة الثقافة الإسلامية في ثانويات حلب الشهباء ودور المعلمين، وبقي في التدريس ثماني سنوات منذ سنة (1955م) إلى سنة (1962م)، ثم انتدب إلى السعودية أستاذًا مُعارًا من وزارة التربية في سورية للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة بمكة المكرمة.
قام المؤلف في هذا الكتاب باختصار "تفسير ابن كثير" الذي هو أحد كتب التفسير بالمأثور دون أن يخلّ، وقد وضع في المقدمة شرطا بأنه سيقتصر في مختصره هذا على الأحاديث الصحيحة فقط، إلا أنه أخذ عليه وجود أحاديث كثيرة تدور ما بين الضعف والوضع، وبعضها مما أشار إليه صاحب الأصل -ابن كثير- إلى ضعفها سكوتًا؛ لذلك تعرض الشيخ الصابوني لانتقاد وردود بعض العلماء.